الإنقـلاب الأذاري بقيــادة مــــدامX
د.نسيب حطيط
بعدما فقدت14أذار قيادتها الموحدة والقادرة،وبعدها هاجر(قائد)تيار المستقبل وترك جماهيره ضائعة تتقاذفها قيادات الصف الثاني والثالث والطامحين حتى صار كل مسؤول يغني على ليلاه وتحول المستقبل(إئتلافا كونفدراليا)بين النواب والوزراء والمتقاعدين والعائلة،فكل نائب أو مسؤول يدعي أنه(الزعيم)ويأخذ القرارات في منطقته ويمارس اللامركزية الإعلامية والعسكرية ضمن دائرته الإنتخابية وشاشات الإعلام.
(الفايسبوك)و(التوتير)لا يصنعان قيادة،ولا يؤمنان حوائج الناس وسيوصلان إلى تكليف بعض المراهقين الإعلاميين بإذاعة الخطة الهزيلة التي رسمتها (14أذار)لإقتحام السراي الحكومي وليذيعها موظف إعلامي مغمور ،فإن نجحت سارع قادة(14أذار) كل في قصره أو مقر إقامته لعقد مؤتمر صحافي لإعلان النصر بإسقاط(الحكومة)وإن فشلت أنكروا جميعا وقبل صياح الديك معرفتهم بالأمر وتركوا(الإعلامي الثوري) وحيدا على قارعة الطريق فأهانهم بأنه إستشار زوجته( مدام X)الذي أعطته الضوء الأخضر،ليقول أن من كلفه كان من(النساء)الخائفات وأنه صار وحيدا ولم يحضنه أحد،فعاد إلى عائلته،لعلها لا تتركه كما تركه القادة الشجعان.
(ثورة الأرز)تقودها(مدامX)وينفذها ما يسمى(الجيش السوري الحر)وبعض السلفيين والعمال السورين(بالأجرة)والقوات اللبنانية،تترك(14 أذار) شهيدها على قارعة(القبر)وقبل دفنه ذهبت لتدفن رمز التمثيل السياسي للطائفة(السنية)والتي تدعي الدفاع عنها،ولتدفن إرث الرئيس رفيق الحريري وتهاجم قوى الأمن و(ثورة الأرز) لها ماية قائد يتناتشون جماهير قليلة في ساحة واسعة خاوية....(ثورة الأرز)لم يغطها أحد من الرأي العام الدولي بل تمت حماية(الحكومة المعادية)عبر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن(أميركا-فرنسا-روسيا-الصين وبريطانيا)والأمين العام للأمم المتحدة...(ثورة الأرز)الفاشلة دفعت المجتمع الدولي لحماية(حكومة حزب الله)في لبنان فأنفعل(الأذاريون الثوريون)وقالوا المجتمع الدولي يمثل مصالحه ولا يعنينا تأييده ،والحمد لله أنهم فهموا أخيرا ان الخارج يمثل مصالحه،ويرى اليوم أن الفوض في لبنان ستفقده الساحة اللبنانية ويخسرها دون أن يربح الساحة السورية بل على العكس ستصبح ساحة مريحة للنظام في سوريا وستفقد أميركا وحلفائها نافذة من نوافذ التخريب في سوريا وبيئة حاضنة وقاعدة داعمة للمعارضة السورية،والأسوأ أن إمساك المقاومة وحلفائها بالساحة اللبنانية يهدد إسرائيل أكثر على المستوى الأمني ويهدد بإنفجار المنطقة الشامل ويخلط الأوراق الإقليمية.
-إن خسارة السعودية للساحة اللبنانية يعزلها تماما عن المنطقة بعد خسارة سوريا والعراق وليبيا،ومنافسة قطر لها على الساحة الفلسطينية والمصرية وليبيا وتونس وكذلك في لحظة سياسية حرجة تعيشها المملكة على مستوى العائلة المالكة والتوريث السياسي أو التحركات الشعبية المعارضة والتي شملت كل المذاهب والمناطق،وإقتراب حركات التغيير الشعبية وعدم الإستقرار إلى قلب الخليج في الكويت والبحرين والإمارات.
- إن الإدارة الأميركية في حالة شلل سياسي وعسكري خاصةة على المستوى الخارجي بسبب الإنتخابات وما يعقبها من إعادة تشكيل للإدارة على المستويين الداخلي والخارجي مما يجعلها عاجزة عن التأثير أو الفعل في الساحات الخارجية ،ولذا فهي تعتمد مبدأ(الإنتظار)وتجميد الأوضاع بإنتظار إعادة التحريك والمتابعة.
-لقد أخطأت(14أذار)بالتوقيت والأسلوب فتعرضت لإنفجار(عبوة سياسية)جعلها أشلاء سياسية تشعر(بالدوار)السياسي فلا قياداتها المتعددة تعتمد على خطة واحدة أو قرارا واحدا، وكذلك تيارات المستقبل المتعددة والتي لا تستطيع قيادة الشارع.
- لقد ثبتت(14أذار)حكومة ميقاتي وأعطتها شرعية دولية لم يسبق لها مثيل وعزلت(14أذار)نفسها وخاصة تيار المستقبل الذي تعرض للتهشيم خاصة بعدما تعرض لمقامين(روحي وزمني)يعتبران رمزا للطائفة السنية في لبنان(مهاجمة رئاسة الحكومة)والتطاول على(مفتي الجمهورية).
إن إستغلال إغتيال اللواء الحسن لم تكن موفقة وناجحة،نتيجة التسرع والإنفعال وتعدد الرؤوس والأهم ضعف الإتهام السياسي ضد سوريا وحزب الله في لبنان،وممارسة نفس الخطيئة بإستبعاد فرضية العدو الإسرائيلي للمرة الثانية بعد إغتيال الرئيس الحريري وكأن كلا الشهيدين الحريري والحسن ليسا في دائرة التهديد أو العداء لإسرائيل ،وأن إسرائيل تعيش حالة الإطمئنان لعملهما وأهدافهما والسؤال لبعض(الهواة)السياسيين من 14أذار ....ألم يستمعوا جيدا لتصريح وزير الخارجية التركي الذي صرح" بأن إغتيال الحسن كسر التوازن ويهدد الأمن في المنطقة "مع أن الحسن ليس زعيما سياسيا أو قائدا ثوريا بل مسؤول جهاز أمني داخلي لبناني، وتصريح أوغلو يعني أن للواء الحسن دورا كبيرا على مستوى الإقليمي خارج الحدود اللبنانية مما يجعل إغتياله يدخل في دائرة صراع أجهزة الإستخبارات الدولية وحروبها السرية وينزع عن عملية الإغتيال صفة الصراع الداخلي ويخرجه من دائرة الصراع في سوريا ولبنان فقط.
المستقبل يقود الإنقلاب الهزيل والفاشل ،والسياسة وقيادة الجماهير ليست لعبة(بلاي ستيشن)و(التويتر والفايسبوك) عالم إفتراضي موهوم ومضلل لا يوصل إلى الحقيقة لأنه يرتكز على الأوهام،والأهم أنه إذا انقطعت الكهرباء أو دمرت محطة البث أو صودرت،غابت القيادة وانتظرت إعادة(التشريج)من جديد ،والكهرباء في لبنان ليست دائمة ،لذا فنحن أمام قيادة متقطعة وسياسة ضبابية وتحركات عشوائية ....مع الدعاء أن يبقى لبنان آمنا من أتون الفتن.